جميع الحقوق محفوظة | الموقع الرسمي للدكتور علي بن تميم
تنشغل دولة الإمارات العربية المتحدة باستشراف المستقبل وصناعته، ومساعدة البشرية على التغلب على تحديات الواقع ومشكلاته، وتوجيه أعين العالم إلى عشرات الأفكار والمبادرات والتجارب الملهمة، من أجل مزيد من البناء والتنمية والازدهار لجميع الأمم، وهو ما عبر ويعبر عنه مراراً الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وما نراه متجسداً في جميع المبادرات والمشاريع والمؤتمرات التي تجسد شراكة دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة مع كلّ من يرغب في المساهمة في رسم معالم عالم أفضل، تخدم فيه الحكومات شعوبها وتؤدي فيه المؤسسات دورها في التنمية وفي إرساء قيم التعاون والبناء والسلام. وقد أوضح هذا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في القمة حين اعتبر أن الإمارات "تجربة تنموية ملهمة للمنطقة كافة"، متوجهاً بالشكر إلى الدولة لدعمها بلاده كي تتجاوز الأزمات التي عصفت بها خلال العقد الماضي.
وعلى مدار عشر سنوات، تمكنت القمة العالمية للحكومات، من إعادة رسم مستقبل العمل الحكومي، فخلقت عشرات الفرص، ورسمت الحلول لمئات التحديات، وشهدت توقيع عشرات المبادرات والاتفاقيات، واستقبلت رؤساء دول وحكومات من كل أصقاع الأرض، فساهمت في رسم التوجهات العالمية في مجالات الاقتصاد، وأسواق العمل والتنمية، ومستقبل المدن، وبناء القدرات والمواهب، والاستدامة والبيئة والتغير المناخي، والذكاء الاصطناعي، ووفّرت حاضنة لدعم النماذج المستقبلية للعمل الحكومي القائم على الابتكار وفهم الواقع وتلبية متطلباته.. على مدار عشر سنوات، كانت الإمارات هي مختبر إنتاج الأفكار حول مستقبل كوكب الأرض.
وتأتي هذه القمة، بينما العالم يمور بعشرات الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات عاجلة، من قضية التغير المناخي وتأثيرها على مستقبل البشرية، إلى الصراعات الجيوسياسية، إلى الأزمة الأوكرانية الروسية التي كادت أن تكمل عامها الأول دون حل، إلى عشرات المخاوف الصحية والبيئية التي طرحتها أزمة كورونا وما زال العالم يحاول أن يستفيق منها، إلى ما شهدته المنطقة خلال الأسبوع الماضي من زلزال مروع راح ضحيته عشرات الآلاف من الأبرياء، وطرح أسئلة ملحة حول مستقبل الكرة الأرضية في ظل الكوارث الطبيعية من حرائق غابات إلى زلازل إلى تصحر إلى مجاعات تتزايد وطأتها عاماً بعد عام.
وبالإضافة إلى هذا، تحمل القمة على عاتقها عدداً من التحديات العالمية الحالية والمستقبلية، لم يكن لغيرها أن يضطلع بها، فمن خلال 22 منتدى عالمياً، وأكثر من 220 جلسة رئيسية وتفاعلية وحوارية يتحدث فيها 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، تبحث أبرز التوجهات المستقبلية في القطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان.
كما تشهد القمة مشاركة 20 رئيس دولة وحكومة و250 وزيراً و10 آلاف من رجال أعمال ومسؤولين حكوميين وقادة فكر وخبراء عالميين ورؤساء منظمات وهيئات دولية ورؤساء شركات عالمية ورواد أعمال بارزين، كل هؤلاء يجتمعون ليجيبوا عن الأسئلة التي تشغل العالم، وهي نتيجة بحث واطلاع وانشغال بالغد وأسئلته وتحدياته وطموحاته. يأتي كل هؤلاء إلى هنا وهم يعرفون أن عليهم أن يضعوا حلولاً ملزمة لكل المشكلات العالقة، وأن يقدموا إجابات عن أسئلة تتعلق بمستقبل المجتمعات والرعاية الصحية، وحوكمة المرونة الاقتصادية والتواصل، والتعليم والوظائف، وتسريع التنمية والحوكمة، واستكشاف آفاق جديدة، وتصميم واستدامة المدن العالمية.
ومن هنا، ومن هذا الاهتمام الكبير بتقديم حلول مستدامة وإجابات حاسمة، تأتي القمة العالمية للحكومات لترسخ، كما أكد الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، "رسالة دولة الإمارات في الانفتاح على العالم والتفاعل البناء مع مستجداته وقضاياه التنموية، والإسهام المؤثر في إيجاد الحلول لتحديات المستقبل، بما يلبي طموحات الأجيال القادمة ويعود بالخير على جميع شعوب العالم".
إن إعادة تشكيل مستقبل شعوب العالم للأفضل، يتطلب إطلاع حكوماتها على ما يتطلبه التعامل مع التحديات الراهنة، وتحديثها وفقاً للمفاهيم الجديدة المتغيرة، وهو المعنى الذي أوضحه الشيخ محمد بن راشد حين قال إن القمة هي "محاولة رسم خارطة طريق إيجابية لتطوير الحكومات حول العالم"، فضلاً عن أنها تضع آفاقاً جديدة للإدارة والعمل المؤسسي عبر أحدث الأفكار المبتكرة لخدمة الشعوب والمجتمعات، كي تواكب التطورات التكنولوجية والعالمية.
إن مرور عشر سنوات على انعقاد القمة الحكومية، هو احتفال بنجاح الإمارات ـ عاماً بعد عام ـ في قيادة العالم نحو مستقبل أفضل وأكثر أمناً وتطوراً واستدامة، كما أن انعقاد هذه القمة الجديدة، هو تأكيد من الإمارات على التزامها الثابت بالسعي نحو مستقبل أفضل لكل البشرية.